الأحد، 1 ديسمبر 2013

الإمام الشافعي



الامام الشافعي




نسبه ومولده 
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. 
مولده 
ولد في شهر رجب سنة 150هـ، أغسطس 767م، في غزة وحملته أمه إلى عسقلان، ثم انتقلت به أمّه إلى مكة. 
نشأته 
حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وحفظ موطأ الإمام مالك وهو ابن عشر سنين. 
أقبل على الأدب والعربية والشعر فبرع في ذلك قال الشافعي: أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ من أشعارها ولغاتها. 
استدعي الشافعي إلى بغداد سنة 184هـ ، 800م، وكان ذلك بناء على وشاية وصلت إلى هارون الرشيد عنه، وكانت هذه الحادثة سبباً لبقاء الشافعي في بغداد لسنتين أو أكثر، وتتلمذ خلالها محمد بن الحسن الشيباني. 
رجع الشافعي إلى الحجاز وصار بعد وفاة مالك أشهر المفتين فيه نحواً من تسع سنوات، ثم قدم بعد ذلك إلى بغداد والتقى أحمد بن حنبل هناك، وبعد سنتين رحل إلى مصر حيث كان يحبه واليها ومكث بها حتى توفي فيها. 

صفاته وخصاله 
لقد رزقه الله قوة الذاكرة وهيأ له أسباب العلم فنشأ منذ صغره طالبًا للعلم بشتى فنونه فقهًا ولغةً وأدبًا وقد شهد له بذلك الكثير من علماء عصره ومن جاء بعدهم ممن تربى على علمه ونهل من كنوزه. 
يقول الربيع بن سليمان تلميذ الشافعي وخادمه وراوي كتبه: لو وُزِن عقل الشافعي بنصف عقل أهل الأرض لرجحهم، ولو كان من بني إسرائيل لاحتاجوا إليه. 
ووُصِفَ الشافعي - رحمه الله - أيضًا بالحكمة كما وُصِفَ بالكرم والسخاء وغير ذلك من جميل الأخلاق وحسن السجايا. 
وكان الشافعي رضي الله عنه مشهورا بتواضعه وخضوعه للحق قال الشافعي: ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ. 
وقال رحمه الله :ما في قلبي من علم ، إلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب لي منه حرف . 
عبادته وورعه 
كان رحمه الله إمامًا في التقوى والورع والعبادة، فعن الربيع قال: كان الشافعي قد جزّا الليل ثلاثة أجزاء: الثلث الأول يكتب والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام، وكان رحمه الله لا يقرأ قرآنًا بالليل إلا في صلاة. 
قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين مرة كل ذلك في صلاة ، 
قال الشافعي : والله ما شبعت منذ ست عشرة سنة لأن الشبع يثقل البدن ، ويزيل الفطنة ، ويجلب النوم ، ويضعف صاحبه عن العبادة. 
علمه ومنهجه 
كان الشافعي يتمسك الأحاديث الصحيحة ويعرِض عن الأخبار الواهية والموضوعة،واعتنى بذلك عناية فائقة. وقال الشافعي: ما كذبت قط وما حلفت قط بالله تعالى صادقاً ولا كاذباً. وقال أبو زُرعة: ما عند الشافعي حديث فيه غلط. 
وقد وضع الشافعي في فن مصطلح الحديث مصطلحات كثيرة، لم يُسبَق إليها مثل: الاتصال الشاذ والثقة والفرق بين حدَّثنا وأخبرنا. 
أصول مذهبه وأماكن انتشاره 
الإمام الشافعي هو الذي كان وضع أصول مذهبه بنفسه ، وبدأ بناء المذهب على هذه الأصول ، وكان كتاب "الرسالة " الأولى ، ثم الثانية من أول ما كُتب في علم أصول الفقه. 
أما أصول مذهبه: 
الأصل الأول: كتاب الله تعالى والاستدلال به الذي يتوقف على معرفة اللغة ، ومعرفة أقسامها. 
الأصل الثاني: السنة نص الامام الشافعي في " الرسالة " على أن السنة منزَّلة كالقرآن ، محتجا بقول الله تعالى (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) سورة الأحزاب 34 . فذكر السنة بلفظ التلاوة كالقرآن ، وبين سبحانه أنه آتاه مع الكتاب غير الكتاب ، ، وهو ما سنّه على لسانه مما لم يذكره فيه ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم " ألا إني قد أوتيت القرآن ، ومثله معه " .رواه أبو داود بسند صحيح . 
الأصل الثالث: الإجماع . 
الأصل الرابع: قول الصحابي . 
الأصل الخامس: القياس والنظر فيه أوسع من غيره من أبواب الأصول . 
من أبرز المؤلفات في المذهب الشافعي: • الرسالة للإمام الشافعي • الأم للإمام الشافعي • منهاج الطالبين للإمام النووي • روضة الطالبين وعمدة المفتين للإمام النووي • المجموع للإمام النووي • المستصفي للإمام الغزالي • متن أبي شجاع ، الإقناع ، تحفة المحتاج ، مغني المحتاج ، نهاية المحتاج ، الوسيط منهج الطلاب • الحاوي الكبير للإمام الماوردي. 

لغته وشعره 
لقد كان الشافعي رضي الله عنه فصيح اللسان بليغا حجة في لغة العرب ونحوهم ، إشتغل بالعربية عشرين سنة مع بلاغته وفصاحته ، ومع أنه عربي اللسان والدار والعصر وعاش فترة من الزمن في بني هذيل فكان لذلك أثره الواضح على فصاحته وتضلعه في اللغة والأدب والنحو . 
قال أبو عبيد: كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة . 
وقال أيوب بن سويد: خذوا عن الشافع اللغة . 
قال الأصمعي: صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة يقال له محمد بن إدريس . 
من شعره 

دع الأيـام
دَعِ الأَيَّـامَ تَفْعَـلُ مَا تَشَـاءُ
وَطِبْ نَفْساً إِذَا حَكَمَ القَضَـاءُ
وَلا تَـجْزَعْ لِحَـادِثَةِ اللَّيَالِـي
فَمَا لِحَـوَادِثِ الدُّنْيَـا بَقَـاءُ
وَكُنْ رَجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً
وَشِيمَتُـكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَـاءُ
وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَـرَايَا
وَسَرّكَ أَنْ يَكُـونَ لَهَا غِطَـاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَـاءِ فَكُلُّ عَيْـبٍ
يُغَطِّيـهِ كَمَا قِيـلَ السَّخَـاءُ
وَلا تُـرِ لِلأَعَـادِي قَـطُّ ذُلاً
فَإِنَّ شَـمَاتَةَ الأَعْـدَاءِ بَـلاءُ
وَلا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَـخِيلٍ
فَمَا فِي النَّـارِ لِلظَّمْـآنِ مَـاءُ
وَرِزْقُـكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّـي
وَلَيْسَ يَـزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَـاءُ
وَلا حُـزْنٌ يَدُومُ وَلا سُـرُورٌ
وَلا بُـؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَـاءُ
إِذَا مَا كُنْـتَ ذَا قَلْبٍ قَنُـوعٍ
فَأَنْـتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَـوَاءُ
وَمَنْ نَزَلَـتْ بِسَـاحَتِهِ المَنَـايَا
فَـلا أَرْضٌ تَقِيـهِ وَلا سَـمَاءُ
وَأَرْضُ اللهِ وَاسِـعَـةٌ وَلكِـنْ
إِذَا نَزَلَ القَضَـا ضَاقَ الفَضَـاءُ
دَعِ الأَيَّـامَ تَغْـدِرُ كُلَّ حِيـنٍ
فَمَا يُغْنِـي عَنِ المَوْتِ الـدَّوَاءُ

الصبـر جنـة
لاَ تَـحْمِلَّـنَ لِـمَـنْ يَـمُنّ
مِـنَ الأَنَـامِ عَلَيْـكَ مِنَّــه
وَاخْتَـر لِـنَفْسِـكَ حَظَّهَــا
وَاصْبِـرْ فَـإِنَّ الصَبْـرَ جُنَّـه
مِنَنُ الرِّجَـالِ عَلَـى القُلُـوبِ
أَشَـدُّ مِـنْ وَقْـعِ الأَسِـنَّـه

مخاطبة السفيه

يخاطبني السفيه بكل قبح***** فاكره ان اكون له مجيبا
يزيد سفاهة فازيد حلما ***** كعود زاده الاحراق طيبا

صبر جميل

صبرا جميلا ما اقرب الفرج ***** من راقب الله في الامور نجا
من صدق الله لم ينله اذى ***** ومن رجاه يكون حيث رجا

عند الله المخرج

ولرب نازلة يضيق بها الفتى ***** ذرعا و عند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ***** فرجت، وكنت أظنها لا تفرج!

الصمت شرف

قالوا : سكت و قد خوصمت، قلت لهم: ***** ان الجواب لباب الشر مفتاح
الصمت عن جاهل أو أحمق شرف ***** و فيه ايضا لصون العرض اصلاح
اما ترى الاسد و هي صامتة ؟! ***** والكلب يخسى لعمري و هو نباح

تعلّم

تعلم ما استطعت تكن اميرا ***** ولا تك جاهلا تبقى اسيرا
تعلّم كل يوم حرف علم ***** تر الجهال كلهم حميرا

كيف

جسمي على برد ليس يقوى ***** ولا على شدة الحرارة
فكيف يقوى على حميم ***** وقودها الناس و الحجارة؟!

اكتحال العين بالعين

يقولون: لا تنظر فذاك بلية **** بلى كل ذي عينين لا بد ناظر
وهل باكتحال العين بالعين ريبة ***** اذا عف فيما بينهما السرائر؟

وحدتى

اذا لم اجد خلا تقيا فوحدتى ***** ألذ و أشهى من غوى أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنا ***** أقر لعيني من جليس احاذره

لذة السلامة

لم اجد لذة السلامة حتى ***** صرت للبيت والكتاب جليسا
انما الذل في مخالطة الناس ***** فدعهم تعش اميرا رئيسا

أحب الصالحين ولست منهم 

لعلي أن أنال بهم شفاعة 

وأكره من تجارته المعاصي 

ولو كنا سواء في البضاعة 

_______________________ 

يخاطبني السفيه بكل قبح 

فأكره أكــون له مجيبا 

يزيد سفاهة فأزيد حلـما 

كعود زاده الإحراق طيبا 

______________________

شكوت إلى وكيع سؤ حفظي 

فأرشدني إلى ترك المعاصي 

وأخبرني بأن العلم نــور 

ونور الله لا يهـدى لعاصي 


_______________________

علي ثياب لو يباع جميعها

بفلس لكــان الفلس منهن أكثرا 

وفيهن نفس لو تقاس ببعضها 

نفوس الورى كانت أجل وأكبرا 

وما ضر السيف إغلاق غمده 

إذا كان عضبا أين ما وجهته فرى 

_______________________



نعيب زماننا والعيب فينا 

ومال زماننا عيب سوانا 

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب 

ولو نطق الزمان لنا هجانا 

وليس الذئب يأكل لحم ذئب

ويأكل بعضنا بعض عيانا 


________________________


تموت الأسد في الغابات جوعا 

ولحم الضأن تأكله الكلاب 

وعبد قد ينام على حرير

وذو نسب مفارشه التراب 


________________________


الدهر يومان ذا أمن وذا خطر 

والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر 

أما ترى البحر تعلو فوقه جيف

وتستقر بأقصى قاعه الـــدرر 

وفي السماء نجوم لا عداد لها

وليس يكسف إلا الشمس والقـمر 


________________________


أخي لن تنال العلم إلا بستة 

سأنبيك عن تفصيلها ببـيان 

ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة 

وصحبة أستاذ وطول زمان 


________________________


قالو سكت وقد خوصمت قلت لهم

إن الجواب لباب الشر مفــتاح 

والصمت عن جاهل أو أحمق شرفا

وفيه أيضا لصون العرض إصلاح 

أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة

والكلب يخسى لعمري وهـو نباح 


________________________


وعيناك إن أبدت إليك مساؤا

فدعها وقل يا عين للناس أعين 

فلا ينطقن منك اللسان بسوءة 

فكلك سوءات وللناس ألسـن 

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى 

ودافع ولكـن بالتي هي أحسن

عقيدته 
أورد الذهبي في السير عن الشافعي أن قال ( نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن ووردت بها السُّنة وننفي التشبيه عنه كما نفى عن نفسه فقال ( ليس كَمِثْلِه شيء ) وأخرج اللالكائي عن الربيع بن سليمان , قال الشافعي ( من قال القرآن مخلوق فهو كافر ) قوله رحمه الله في الإيمان أخرج ابن عبدالبر عن الربيع قال ( سمعت الشافعي يقول : الإيمان قول وعمل واعتقاد بالقلب , ألا ترى قول الله عز وجل ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) , يعني صلاتكم إلى بيت المقدس فسمى الصلاة إيماناً وهي قول وعمل وعقد ) وأخرج الهروي عن يوسف بن يحيي البويطي قال ( سألت الشافعي أأصلي خلف الرافضي ؟ قال : لا تصل خلف الرافضي ولا القدري ولا المرجئ . قلت : صفهم لنا , قال : من قال : الإيمان قول فهو مرجئ , ومن قال : إن أبابكر وعمر ليسا بإمامين فهو رافضي , ومن جعل المشيئة إلى نفسه فهو قدري ) وأخرج الهروي عن يونس المصري قال ( قال الشافعي : لأن يبتلي الله المرء بما نهى الله عنه خلا الشرك بالله خير من أن يبتليه بالكلام ) 

شيوخه 
شيوخه بالمدينة: وتلقى العلم بالسنة في المدينة على الامام مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد الانصاري وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وإبراهيم بن أبي يحيى الاسامي، ومحمد بن سعيد بن أبي فديك، وعبد الله بن نافع الصائغ. 
شيوخ باليمن: وسمع الحديث والفقه في اليمن، من مطرف بن مازن، وهشام بن يوسف قاضي " صنعاء " وعمرو بن أبي سلمة صاحب الأوزاعي، ويحيى بن حسان صاحب الليث بن سد شيوخه بالعراق: وسمع الحديث والفقه وعلوم القرآن في العراق من وكيع بن الجراح، وأبو أسامة حماد بن أسامة الكوفيان، وإسماعيل بن علية، وعبد الوهاب بن عبد المجيد البصريان. 
فيكون عدد شيوخه على هذا تسعة عشرة، خمسة من مكة، وستة من المدينة وأربعة من اليمن، وأربعة من العراق. 
هذا ما أفاده الرازي في مناقب الامام الشافعي. 

تلاميذه 
نبغ على الشافعي كثير من الناس، في مقدمتهم أبو عبد الله أحمد بن حنبل، والحسن ابن محمد الصباح الزعفراني، والحسين الكرابيسي، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وأبو إبراهيم إسماعيل ابن يحيى المزني، وأبو محمد الربيع بن سليمان المرادي، والربيع بن سليمان الجيزي، وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، وأبو حفص حرملة بن يحيى بن عبد الله التجيبى، وأبو يوسف يونس بن عبد الاعلى، ومحمد بن عبد الله ابن عبد الحكم المصري، وعبد الله بن الزبير الحميدي. 

مؤلفاته 
ومن مؤلفاته رحمه الله: 
" الرسالة " وهي أول كتاب وضع في أصول الفقه ومعرفة الناسخ من المنسوخ بل هو أول كتاب في أصول الحديث وألف كتابا اسمه " جماع العلم " دافع فيه عن السنة دفاعا مجيدا وأثبت ضرورية حجية السنة في الشريعة وكتاب " الام " و " الإملاء الصغير " و " الأمالي الكبرى " و " مختصر المزني " و " مختصر البويطى " وغيرها. 
وكتاب " الرسالة " وكتاب " جماع العلم " حققهما ونشرهما فقيد علم الحديث الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله تعالى. 
قيل فيه 
قال المزني: ما رأيت أحسن وجهاً من الشافعي، إذا قبض على لحيته لا يفضل عن قبضته. وقال الزعفراني. كان خفيف العارضين يخضب بالحناء. و كان حاذقاً بالرمي يصيب تسعة من العشرة. 
قال يونس بن عبد الأعلى: لو جمعت أمة لوسعهم عقل الشافعي. 
وقال إسحاق بن راهويه: لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال: تعال حتى أريك رجلاً لم تر عيناك مثله. قال: فأقامني على الشافعي. 
وقال أبو ثور الفقيه: ما رأيت مثل الشافعي ولا رأى مثل نفسه. 
وقال الشافعي: سُميت ببغداد ناصر الحديث. 
وقال أبو داود: ما أعلم للشافعي حديثاً خطأ 
كلمات من ذهب للشافعي 
ما تُقُرِّب إلى الله عز وجل بعد أداء الفرائض بأفضل من طلب العلم. 
- طلب العلم أفضل من صلاة النافلة. 
- من ضُحِكَ منه في مسألة لم ينسها أبداً. 
- من حضر مجلس العلم بلا محبرة و ورق كان كمن حضر الطاحون بغير قمح. 
- ما ناظرتُ أحداً قط إلا أحببتُ أن يوفَّق أو يسدد أو يُعان ويكون له رعاية من الله تعالى و حفظ، وما ناظرتُ أحداً إلا ولم أُبالِ بيَّنَ الله تعالى الحق على لساني أو لسانه. 
وعن الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول ما اوردت الحق والحجة على احد فقبلهما مني الا هبته واعتقدت مودته ولا كابرني على الحق احد ودافع الحجة الا سقط من عيني. 
وعن المزني قال سمعت الشافعي يقول من تعلم القرآن عظمت قيمته ومن نظر في الفقه نبل مقداره ومن تعلم اللغة رق طبعه ومن تعلم الحساب جزل رأيه ومن كتب الحديث قويت حجته ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه. 
وعن الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول اللبيب العاقل هو الفطن المتغافل. 
وعن أبي الوليد الجارودي قال سمعت الشافعي يقول لو علمت ان الماء البارد ينقص من مروءتي ما شربته. 
وفاته 
ألحَّ على الشافعي المرض وأذابه السقم ووقف الموت ببابه ينتظر انتهاء الأجل. وفي هذه الحال، عند آخر عهده بالدنيا وأول عهده بالآخرة، دخل عليه تلميذه المزني فقال: كيف أصبحت؟ قال: أصبحتُ من الدنيا راحلاً وللإخوان مفارقاً و لكأس المنيَّة شارباً وعلى الله جلَّ ذكره وارداً ولا والله ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنِّئها أو إلى النار فأعزِّيه! ثم بكى وأنشأ يقول: 
ولما قسى قلبي و ضاقت مذاهـبــي جعلتُ الرَّجــا مني لعفوك سلَّـمـا 
تعاظـني ذنـبـي فـلمـا قـرنـتـه بعفوك ربي كــان عفوك أعظمــا 
وما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب لم تــزل تجود وتعـفـو مِـنَّـةً وتكرُّمـــا 
ودُفِنَ الشافعي رحمة الله تعالى عليه في القاهرة في أول شعبان، يوم الجمعة سنة 204هـ، 820م ومات رحمه الله وكان له ولدان ذكران وبنت وكان قد تزوج من امرأة واحدة. 
المصادر
 WWW.Wikipedia.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق